ابن القيم الجوزية مدهش من اتخاذ المسيحيين عيسى عليه السلام إلها متسائلا:-
"أعباد المسيح لنا سؤال نريد جوابه ممن وعاه:
إذا مات الإله بصنع قوم أماتوه فما هذا الإله؟
وهل أرضاه ما نالوه منه فبشراهم إذا نالوا رضاه؟
و إن سخط الذي فعلوه فيه فقوتهم إذا أوهت قواه؟
وهل بقي الوجود بلا إله سميع يستجيب لمن دعاه؟
و هل خلت الطباق السبع لما ثوى تحت التراب و قد علاه؟
و هل خلت العوالم من إله يدبرها و قد سُمّرَتْ يداه؟
و كيف تخلت الأملاك عنه بنصرهم و قد سمعوا بكاه؟
و كيف أطاقت الخشبات حمل الإله الحق شداً على قفاه؟
و كيف دنا الحديد إليه حتى يخالطه و يلحقه أذاه؟
و كيف تمكنت أيدي عداه و طالت حيث قد صفعوا قفاه؟
و هل عاد المسيح إلى حياة أم المحيي له رب سواه؟
و يا عجبا لقبر ضم رباً و أعجب منه بطن قد حواه!
أقام هناك تسعاً من شهور لدى الظلمات من حيض غذاه.
و شق الفرج مولوداً صغيراً ضعيفاً فاتحاً للثدى فاه.
و يأكل ثم يشرب ثم يأتي بلازم ذاك هل هذا إله؟
تعالى الله عن إفك النصارى سيسأل كلهم عما افتراه
أعباد الصليب لأي معنى يعظم أو يقبح من رماه؟
و هل تقضى العقول بغير كسر و إحراق له و لمن بغاه؟
إذا ركب الإله عليه كرهاً و قد شدت لتسمير يداه
فذاك المركب الملعون حقا فدسه لا تبسه إذ تراه يهان.
عليه رب الخلق طَرا و تعبده! فإنك من عداه.
فإن عظمته من أجل أن قد حوى رب العباد و قد علاه.
و قد فقد الصليب فإن رأينا له شكلا تذكرنا سناه!
فهلا للقبور سجدت طرا لضم القبر ربك في حشاه!
فيا عبد المسيح أفق فهذا بدايته وهذا منتهاه".
No comments:
Post a Comment