Thursday, May 01, 2008

ابن القيم

ابن القيم الجوزية مدهش من اتخاذ المسيحيين عيسى عليه السلام إلها متسائلا:-

"أعباد المسيح لنا سؤال نريد جوابه ممن وعاه:

إذا مات الإله بصنع قوم أماتوه فما هذا الإله؟

وهل أرضاه ما نالوه منه فبشراهم إذا نالوا رضاه؟

و إن سخط الذي فعلوه فيه فقوتهم إذا أوهت قواه؟

وهل بقي الوجود بلا إله سميع يستجيب لمن دعاه؟

و هل خلت الطباق السبع لما ثوى تحت التراب و قد علاه؟

و هل خلت العوالم من إله يدبرها و قد سُمّرَتْ يداه؟

و كيف تخلت الأملاك عنه بنصرهم و قد سمعوا بكاه؟

و كيف أطاقت الخشبات حمل الإله الحق شداً على قفاه؟

و كيف دنا الحديد إليه حتى يخالطه و يلحقه أذاه؟

و كيف تمكنت أيدي عداه و طالت حيث قد صفعوا قفاه؟

و هل عاد المسيح إلى حياة أم المحيي له رب سواه؟

و يا عجبا لقبر ضم رباً و أعجب منه بطن قد حواه!

أقام هناك تسعاً من شهور لدى الظلمات من حيض غذاه.

و شق الفرج مولوداً صغيراً ضعيفاً فاتحاً للثدى فاه.

و يأكل ثم يشرب ثم يأتي بلازم ذاك هل هذا إله؟

تعالى الله عن إفك النصارى سيسأل كلهم عما افتراه

أعباد الصليب لأي معنى يعظم أو يقبح من رماه؟

و هل تقضى العقول بغير كسر و إحراق له و لمن بغاه؟

إذا ركب الإله عليه كرهاً و قد شدت لتسمير يداه

فذاك المركب الملعون حقا فدسه لا تبسه إذ تراه يهان.

عليه رب الخلق طَرا و تعبده! فإنك من عداه.

فإن عظمته من أجل أن قد حوى رب العباد و قد علاه.

و قد فقد الصليب فإن رأينا له شكلا تذكرنا سناه!

فهلا للقبور سجدت طرا لضم القبر ربك في حشاه!

فيا عبد المسيح أفق فهذا بدايته وهذا منتهاه".

No comments: